الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بقلم المؤرخ علية عميره الصغيّر: "الفلاّحون التونسيون في المقاومة المسلّحة: الأكثر مجاهدين وشهداء"

نشر في  25 ماي 2020  (21:11)

بقلم المؤرخ والجامعي عميرة عليّة الصغيّر

 ليس غايتنا في هذه الورقة التوسّع في المقاومة المسلّحة في الخمسينات لكن قصدنا لفت الإنتباه لعنصر تاريخي هامّ وهو مكانة الفلاّحين أغنياء وفقراء ملاّكين أو بدون أرض في تلك "الملحمة" المسلحة في الخمسينات والتي تعرف بحركة "الفلاّقة" .

تلك الحركة التي انطلقت منذ جانفي 1952 لتنتهي في مرحلة أولى في ديسمبر 1954 بتسليم السّلاح ولتعود في صيغة أخرى مع أواخر 1955 وحتى صائفة 1956 في إطار المعارضة اليوسفية للإتفاقيات (3 جوان 55 ) والتي شارك فيها حوالي 2700 مقاوم في مرحلتها الأولى و 700 مقاوم في مرحلتها الثانية و لتسفر هذه المقامة المسلحة بفصليها على ما يناهز الألف شهيد( 597 في الفصل الأول و 480 في فصلها الثاني) .

لقد كانت الأغلبيّة السّاحقة من مقاومي الخمسينات هؤلاء من الفلاّحين ومنعدمي الأرض فحتّى الذين لم يصعدوا الجبل ولم يرفعوا السّلاح ساهموا في تمويل المقاومين بالمؤونة أو باشتراء السّلاح أو بالحماية.

إنّ أسماء قوّاد كتائب المقاومة (الفلاّقة) تبيّن في أغلبها دور الفلاّحين في المعركة الحاسمة دفاعا "عن الأرض" و "عن الوطن" ،نذكر على سبيل الذّكرلا الحصر القادة الطّاهر لسود وحسن الغيلوفي و الساسي لسود و وزايد الهدّاجي ولزهر الشرايطي ومحمد علي السّاكري ومحمد جلايلة والبرني البنّاني وعمّار سلوغة والسّاسي لسود وحسن بن عبد العزيز الورداني وعلي ماني وعبد اللطيف زهير وبلقاسم البازمي ولعجيمي بن مبروك وهلال الفرشيشي ومصباح الجربوع وأحمد لزرق وعلي الصّيد والهادي قدورة ومصباح النيفر وعبد الله البوعمراني والطّاهر بن لخضر لغريبي وعمّار بنّي وغيرهم كثيرين .

وكان شهداء المعركة التحريريّة في الخمسينات الذين يناهز عددهم الألف شهيد غالبيتهم السّاحقة من الفلاحين وأبناء الأرياف. لذاك من الإنصاف التاريخي أن نقرّ بأنّ أهل الأرض والفلاحة هم الذين دفعوا ضريبة الدّم الأغلى لتحرير الوطن أكثر من غيرهم".